الجيش السوداني وقوات التدخل السريع: العلاقة المتوترة والمناوشات المستمرة
الجيش السوداني وقوات التدخل السريع: العلاقة المتوترة والمناوشات المستمرة
المقدمة:
يتمتع الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بدور رئيسي في حفظ الأمن والاستقرار في السودان، في حين تعتبر قوات التدخل السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" قوة مؤثرة وقوية في الساحة السياسية والعسكرية. ومع ذلك، فإن العلاقة بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع شهدت توترات متكررة، مما يثير القلق بشأن استقرار السودان. يهدف هذا التقرير إلى استكشاف العلاقة بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، بدءًا من نشأتها ووصولًا إلى التوترات والمناوشات المستمرة.
النشاة:
ظهرت قوات التدخل السريع عام 2013، بعد اندلاع النزاع في منطقة دارفور، والذي تسبب في وفاة العديد من المدنيين ونزوح مئات الآلاف من السكان. تم تشكيل القوة من قبائل دارفور، وتم تكليفها بحماية المناطق الحدودية والتصدي للميليشيات المسلحة. وفي العام 2018، تم تعيين حميدتي كقائد للقوة.
التوترات:
في الفترة الأولى، كانت العلاقة بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع متوترة، حيث كان البرهان يعترض على استخدام حميدتي للقوة بشكل مفرط في بعض المواقف. ومع ذلك، تحسنت العلاقة فيما بعد، وعمل الجانبان على تعزيز التنسيق والتعاون في مجالات مثل الأمن الحدودي .
لكن في الآونة الأخيرة، شهدت العلاقة بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع تصعيدًا ملحوظًا. في شهر سبتمبر عام 2020، وجه البرهان انتقادات لاذعة لحميدتي، اتهمه فيها بتجاوز صلاحياته وتجاوز الحدود التي حددها القانون. وأعقب ذلك اتهامات من قبل حميدتي للجيش السوداني بتعطيل عمليات قوات التدخل السريع في مناطق النزاع، مما زاد من حدة التوتر بين الجانبين.
كما شهدت العلاقة بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع أيضًا مشكلات في مجال التنظيم والهيكلة، حيث توجد تباينات في الرؤى بشأن دور كل من الجيش وقوات التدخل السريع في حفظ الأمن والاستقرار في السودان.
الخلاصة:
تشير التوترات المتزايدة بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع إلى وجود تحديات كبيرة تواجه السودان في مجال الأمن والاستقرار. يجب على الجانبين العمل بحزم لتسوية الخلافات وتحسين التنسيق بينهما، وذلك من أجل حفظ الأمن والاستقرار في السودان وتحقيق التنمية المستدامة.
Comments
Post a Comment